يجدر التفرقة بين الفصول مناخيًا وفلكيًا. ويتوقف المناخ الأرضي علي ثلاثة عوامل أساسية، وهي عامل فلكي مرتبط بحركة الأرض حول الشمس وحول نفسها؛ وعامل ديناميكي مرتبط بالانتقال الموسمي لكتل الهواء، وعامل حراري مرتبط بانعكاس سطح الأرض وبمعدل الإشعاع. ولا تهتم الفصول الفلكية سوى بالموضوع الأول، فالفصول الفلكية الأربعة تتطور مراحلها تبعاً لارتفاعات الشمس وفترات النهار. والعامل الفلكي المسيطر هو ارتفاع الشمس أعلى الأفق، فكلما ارتفعت الشمس كلما زادت كمية الحرارة التي يتم استقبالها بالمتر المربع، كلما ازدادت حرارة الجو. ولا تعد فترات النهار عاملا مسيطرًا، فيمتد النهار في القطب لأكثر من ستة أشهر ورغم ذلك لا يكون الجو حارًا وذلك لأن ارتفاع الشمس لا يتعدى ٢٣º أبدًا. فلا توجد إذاً علاقة سببية بين فترة النهار والمناخ، وعلي العكس يمكن أن تؤثر فترة النهار في الظواهر المناخية المحلية (التجمد). أما العوامل المناخية الأخرى فتكون في بعض الأحيان أهم من عملية التسخين الناتجة عن ارتفاع الشمس. ولذا تكون الأيام الأكثر حرارة غالبًا في فرنسا هي أيام شهر أغسطس حيث تكون الشمس أكثر ارتفاعًا في السماء قرابة الانقلاب الصيفي (٢١ يونيو). ويرجع اعتدال جو شهر يونيو إلي ظاهرة جوية،. وعلى هذا، بخلاف الاتفاقات الغربية، تبدأ الفصول عندما يصل خط طول الشمس ٣١٥º، ٤٥º، ١٣٥º و٢٢٥º (للربيع، الصيف، الخريف، والشتاء) وليس بالنسبة للاعتدالين والانقلابين. فيبدأ الربيع إذاً ما بين الانقلاب الشتوي واعتدال الربيع. ويختلف عدد الفصول تبعًا للبلاد: اثنان (بلاد ما بين النهرين، السودان)، ثلاثة (مصر القديمة)، أربعة (البحر المتوسط، الصين)، خمسة (أستراليا الأصلية)، ستة (الهند) وثمانية (Inuits).